مهندس إيطالي يقترح حلاً مبتكراً لإنقاذ البندقية من الغرق

أضيف بتاريخ 05/09/2025
منصة المَقالاتيّ


تواجه مدينة البندقية الإيطالية، إحدى أعاجيب العالم وأشهر مدن أوروبا، تهديداً وجودياً متزايداً بسبب الغرق البطيء والثابت. خلال القرن الماضي، هبطت المدينة بنحو 25 سنتيمتراً، بينما ارتفع مستوى سطح البحر في المنطقة بنحو 30 سنتيمتراً إضافياً. وهذا ما جعل الفيضانات مشهداً متكرراً وهدد مستقبل المدينة.

في ظل هذه الأزمة، طرح المهندس الإيطالي بيترو تياتيني فكرة مبتكرة وغير تقليدية: رفع المدينة بالكامل بمقدار 30 سنتيمتراً عن طريق ضخ المياه المالحة في أعماق الأرض أسفلها. تياتيني في خطته إلى تقنية مستخدمة في شمال إيطاليا لتخزين الغاز، حيث يؤدي ضخ الغاز في الصيف إلى ارتفاع الأرض قليلاً، ثم تعود للانخفاض عند سحب الغاز في الشتاء. ويقول تياتيني: "مهمتنا ليست استخراج المياه، بل ضخها مرة أخرى".

تتلخص الخطة في حفر نحو اثنتي عشرة بئراً خاصة حول محيط مدينة البندقية، بطول عشرة كيلومترات. ومن خلال ضخ المياه المالحة في الطبقات العميقة تحت المدينة، يُتوقع أن يرتفع مستوى الأرض تدريجياً. وتلعب طبقة الطين السميكة تحت البحيرة دوراً حاسماً في منع تسرب المياه إلى السطح، ما يضمن استقرار العملية وحماية البنية التحتية للمدينة.

لتفادي التسبب في هزات أرضية أو أضرار جيولوجية، سيتم تحديد الارتفاع المستهدف للمدينة بين 20 و30 سنتيمتراً فقط. وبهذا، ستصبح البندقية وكأنها "تطفو" على وسادة مائية ناعمة، بينما تظل الأرض المحيطة بها مستقرة. ويعتقد تياتيني أن هذا الحل يمكن أن يمنح المدينة فترة راحة تتراوح بين عقدين وثلاثة عقود، وهي مهلة ضرورية للبحث عن حلول دائمة لمواجهة ارتفاع مستوى البحر.

تأتي هذه المبادرة في وقت تعاني فيه البندقية من تكرار الفيضانات وازدياد المخاطر الناجمة عن التغير المناخي، وسط تحذيرات من أن المدينة قد تختفي بحلول نهاية القرن إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية. بينما تعمل السلطات الإيطالية على حماية المدينة عبر أنظمة حواجز الفيضانات، يرى خبراء أن هذه الحلول قد لا تكون كافية على المدى البعيد، ما يجعل خطة تياتيني مثار اهتمام عالمي ونقاش واسع حول جدواها وإمكانية تنفيذها لإنقاذ "المدينة العائمة" من مصيرها.