"قد يلعب وضع النوم الجانبي دورًا حاسمًا في الوقاية من أمراض التنكس العصبي"، هذا ما تؤكده الدكتورة سارة جونسون، أخصائية الأعصاب والنوم. هذا الاكتشاف يغير فهمنا لفوائد وضعية النوم هذه، التي يتبناها معظم سكان العالم.
تظهر الأبحاث الحديثة أن النوم على الجانب يسهل إزالة النفايات الدماغية عبر النظام الجليمفاوي، وهي آلية أساسية للصحة المعرفية على المدى الطويل. يوضح البروفيسور مارتن ويبر، الباحث في علوم الأعصاب: "قد تساهم عملية التنظيف الليلي هذه في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر".
بالإضافة إلى الفوائد الدماغية، يوفر الوضع الجانبي مزايا كبيرة للصحة التنفسية. تلاحظ الدكتورة إيميلي تشن، أخصائية الرئة، أن "هذا الوضع يساعد في الحفاظ على مجاري الهواء مفتوحة، مما يقلل بشكل كبير من الشخير وأعراض انقطاع النفس الخفيف إلى المتوسط أثناء النوم."
اختيار الجانب ليس عشوائياً. يؤكد الدكتور توماس ريتشارد، أخصائي الجهاز الهضمي: "النوم على الجانب الأيسر يعزز الهضم بشكل خاص ويحد من ارتجاع المريء بسبب الترتيب الطبيعي لأعضائنا". ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، قد يكون الجانب الأيمن أفضل لتقليل الضغط على القلب.
على الرغم من هذه المزايا، هناك بعض الاحتياطات الضرورية. يوصي الخبراء باستخدام وسادة مناسبة ووضع وسادة بين الركبتين للحفاظ على المحاذاة المثالية للعمود الفقري. تنصح أخصائية العلاج الطبيعي لورا مارتينيز: "التناوب بين الجانبين يساعد في تجنب نقاط الضغط المطولة والخدر المحتمل".
هذا الوضع في النوم، الذي هو نتاج ملايين السنين من التطور، يبرز اليوم كعامل رئيسي في رفاهيتنا الليلية. تواصل الاكتشافات العلمية الكشف عن فوائده المتعددة، مما يدفعنا إلى إعادة النظر في عادات نومنا لتحسين صحتنا.