الشمس الغائبة تترك آثاراً خطيرة: كيف تحارب الاكتئاب الموسمي مع بداية الخريف؟

أضيف بتاريخ 09/29/2025
منصة المَقالاتيّ


مع حلول الخريف وتناقص ساعات النهار، تبدأ شرائح واسعة من الناس في تجربة تغيرات واضحة في المزاج والطاقة، فيما يواجه كثيرون أعراضاً قد تصل إلى درجة الاكتئاب الموسمي الذي يعرف علمياً باضطراب العاطفة الموسمي. هذا النوع من الاكتئاب لا يرتبط برغبة شخصية أو ظرف اجتماعي، بل هو خلل مؤقت يضرب الصحة النفسية مع تغيرات الطقس، ويُلاحظ تأثيره الواضح في الدول التي تقل فيها ساعات الشروق الشتوية، حيث تشير الدراسات إلى إصابة حوالي واحد من كل خمسة أشخاص بهذا الاضطراب في بعض البلدان الباردة.

ويرتبط ظهور الأعراض أساساً بنقص التعرض للضوء الطبيعي، ما يؤدي إلى انخفاض في مستوى مادة السيروتونين التي تلعب دوراً أساسياً في تنظيم المزاج والشعور بالسعادة.

تظهر أعراض الاكتئاب الموسمي بشكل تدريجي مع بدء الأيام القصيرة، وتشمل شعوراً دائما بالحزن والتوتر وفقدان الاهتمام بالأمور المعتادة، إلى جانب زيادة الميل للعزلة الاجتماعية واضطرابات في النوم ومشاكل في التركيز وضعف الحافز. وفي بعض الحالات تظهر تغيرات واضحة في الشهية والوزن، وقد يزداد الاعتماد على عادات غير صحية مثل الإفراط في تناول الكحول أو التدخين، وتزداد خطورة التفكير السلبي أو حتى ظهور أفكار انتحارية لدى الأشخاص الأكثر عرضة.

يمكن مواجهة هذا النوع من الاكتئاب بعدد من الأساليب الوقائية والعلاجية، أبرزها العلاج الضوئي الذي يعتمد على الجلوس أمام أجهزة خاصة تحاكي تأثير أشعة النهار لفترات محددة يومياً. وتوصي الهيئات الصحية أيضاً بالحصول على دعم نفسي متخصص عند اشتداد الأعراض، خاصة عبر العلاج المعرفي السلوكي.

ويعد تحسين الروتين اليومي عاملاً رئيسياً في تعزيز الصحة النفسية، حيث يُنصح بالنوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة، وفتح النوافذ خلال النهار لتعزيز دخول الضوء، مع تخصيص وقت منتظم للخروج والمشي في الطبيعة حتى في أيام الطقس البارد. كما تثبت التجارب العلمية أهمية ممارسة الرياضة وتجنب الشاشات قبل النوم للحفاظ على جودة النوم وتقليل أعراض الاكتئاب، إلى جانب الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والحديث مع trusted الأصدقاء أو أفراد الأسرة.

تظل الوقاية خير علاج؛ كلما حافظ الفرد على نشاطه البدني وحياته الاجتماعية وتعرضه للضوء الطبيعي، كان أكثر قدرة على مقاومة التأثيرات الضارة للاكتئاب الموسمي مع تعاقب الفصول.