تشير الإحصائيات الحديثة الصادرة عن الإدارة الأمريكية للسلامة المرورية إلى أن التشتت الذهني يتسبب في نسبة كبيرة من الحوادث المرورية. في عام 2023، شكل عدم الانتباه سبباً رئيسياً في 8% من الحوادث المميتة و13% من حوادث الإصابات على الطرق.
يؤكد الخبير النفسي دونالد ألتمان، في مقال نشره على موقع Psychology Today، أن غياب التركيز لا يقتصر تأثيره على حوادث الطرق فحسب. فالحوادث المنزلية، من إصابات المطبخ إلى التعثر والسقوط، غالباً ما تنتج عن لحظات من شرود الذهن وعدم الحضور الذهني الكامل.
تقدم اليقظة الذهنية حلاً عملياً لهذه المشكلة من خلال تقنية بسيطة من ثلاث خطوات:
-
تحديد النية بوعي قبل القيام بأي نشاط
-
الانتباه المستمر للفعل أثناء تنفيذه
-
ملاحظة التفاصيل الدقيقة لحركات الجسم والمحيط
وفقاً للباحثتين شونا شابيرو وليندا كارلسون، مؤلفتي كتاب "فن وعلم اليقظة الذهنية"، فإن هذه الممارسة تمنحنا حرية التحرر من الأنماط التلقائية والتفاعلات غير الواعية.
تطبيق اليقظة الذهنية في الحياة اليومية يتجاوز مجرد تجنب الحوادث - إنه يؤسس لنمط حياة أكثر وعياً وحضوراً. فكل قرار نتخذه، من أبسط الحركات إلى أهم القرارات، يمكن أن يكون مدروساً وواعياً بدلاً من أن يكون رد فعل تلقائي أو عادة آلية.



