هل تعلم لماذا ينصحنا الأجداد بـ "النوم على القرار"؟ العلم يكشف السر

أضيف بتاريخ 10/09/2025
منصة المَقالاتيّ


إن المثل القائل "استشر وسادتك" لم يأتِ من فراغ. فهذه الحكمة المتوارثة، التي تجسدت في تعابير مختلفة عبر العصور، تعود جذورها إلى القرن السادس عشر. وقد عرف اليونانيون والرومان القدماء هذه الحقيقة، كما يتضح من كتاباتهم التاريخية.

يؤكد العلم الحديث هذه البديهية القديمة. فخلال النوم، يواصل الدماغ عمله المعقد في إعادة تنظيم المعرفة، خاصة خلال مراحل النوم العميق ونوم حركة العين السريعة. وكما تقول الدكتورة سارة مارتينيز، عالمة الأعصاب في معهد النوم بباريس: "يقوم الدماغ بعمل أمين مكتبة ليلي، يصنف وينظم المعلومات التي تم جمعها خلال النهار."

كشفت دراسة حديثة أجراها البروفيسور جيمس ويلسون في جامعة دوك (2024) أن النوم يقلل بشكل ملحوظ من التحيزات المعرفية المرتبطة بالانطباعات الأولى. ويؤكد الباحث: "ليلة من النوم تسمح لنا بأخذ خطوة إلى الوراء وتحليل المواقف بموضوعية أكبر." وبالتوازي مع ذلك، أظهر فريق من المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية (INSERM) بقيادة الدكتورة ماري دوبوا (2021) أن القيلولة البسيطة تحسن القدرة على حل المشكلات المعقدة بنسبة 23٪.

ومع ذلك، تعتمد هذه الفوائد بشكل كبير على جودة النوم الليلي. يوضح البروفيسور توماس تشانغ من جامعة ستانفورد: "يمكن للتوتر والقلق أن يؤثرا بشكل خطير على هذه العملية الطبيعية للتنظيم العقلي." فالنوم، مهما كان مريحاً، لا يمكن أن يحل محل التحليل الدقيق للحقائق، لكنه يحسن قدرتنا على معالجة المعلومات المتاحة.